نشأة التمويل الدولي وتطوره التاريخي
خطة البحث
الموضوع: نشأة
التمويل الدولي وتطوره التاريخي
مقدمة
المبحث الأول: ماهية
التمويل الدولي
المطلب الأول: مفهوم
التمويل الدولي
المطلب الثاني: نشأة
التمويل الدولي
المطلب الثالث: عناصر
النظام المالي
المبحث الثاني: التطور
التاريخي للتمويل الدولي وأهميته
المطلب الأول: أهم
مراحل التطور التاريخي للتمويل الدولي
المطلب الثاني:
نظام التمويل الدولي في المستقبل
المطلب الثالث: أهمية
وأهداف التمويل الدولي
الخاتمة
قائمة المراجع
مقدمة:
يحتل التمويل والتمويل الدولي بشكل خاص أهمية كبيرة
وواضحة وذلك لأن المال هو الأساس في امتلاك القدرة ومن ثم القوة وهو الهدف الذي
يتم السعي إليه في إطار عمل الاقتصاد الرأسمالي السائد حاليا، ذلك أن السعي لكسب
المال، وزيادته، هو المحرك الأساسي للنشاطات الاقتصادية وهو الدافع للقيام بها
وتوسيعها ولأن المال هو مصدر قوة وتحكم وسيطرة، والذي يتم من خلاله توفير التمويل
اللازم للقيام بهذه النشاطات وتنميتها وتطويرها، ولهذا عرف نظام التمويل الدولي
بعد الحرب العالمية الأولى عدة تطورات و تغيرات نتيجة الانهيارات المتتابعة اثر
الحرب العالمية الأولى والأزمات الاقتصادية في شتى دول العالم فقد تم استخدام عدة أنظمة
منها المسكوكات الذهبية للتحول إلى نظام بروتون وودز و بعد الحرب العالمية أصبح
النظام المالي يرتكز على العملات و خاصة الدولار الأمريكي والذي كان العملية
المحورية في المبادلات التجارية العالمية ،ولكن بعد الأزمات التي مست نظام بروتون
وودز ومرحلة عدم الاستقرار التي مر بها الدولار تم الإعلان عن سحب قابلية تحويل
الدولار إلى ذهب فبدأت السلطات الأوروبية تفر في وضع حل لكي تحمي اقتصادها فكانت
هناك عدة مبادرات منها التعويم ليظهر نظام التمويل الدولي
و عليه يمكن طرح الإشكالية التالية: فما هو التمويل
الدولي وأهم مراحل تطوره التاريخي؟
المطلب الأول: مفهوم التمويل الدولي:
التمويل الدولي
يتضمن كافة حركات وانتقالات رؤوس الأموال بين الدول بهدف الحصول على عائد، أو
امتلاك أصول عينية أو نقدية سواء كانت عقارات أو مشروعات أو أسهم أو سندات أو
ودائع.....إلخ. يشير
فجوة بين العرض مفهوم التمويل الدولي إلى انتقال رؤوس الأموال بكافة أشكالها بين
دول العالم المختلفة, ويتكون المصطلح من كلمتين, حيث تشير كلمة التمويل إلى ندرة
المعروض من رأس المال في دولة ما مقارنا بالقدر المطلوب منه, ونتيجة ذلك هو حدوث
والطلب من رأس المال, ويستدعي ذلك سد هذه الفجوة وهذا ينطبق على الوحدة الاقتصادية
أي على المستوى الجزئي (Micro)
أو مجموع الوحدات الاقتصادية في دولة معينة (Macro) أي على المستوى الكلي.
ولهذا فإن الكلمة الأولى تعني عمومية
التحليل في مسألة انتقال رؤوس الأموال من حيث أماكن وفرتها (أصحاب الفائض) إلى حيث
أماكن ندرتها (أصحاب العجز), ويتم هذا الانتقال عبر مجموعة من الوسطاء الماليين
سواء كان ذلك في شكل بنوك أو شركات تأمين أو صناديق ادخار أو أسواق المال إلى غير
ذلك من مؤسسات الوساطة المالية, فضلا عن انتقال رؤوس الأموال عن هذا النحو التي
تكون من أهدافها الأساسية الحصول على أكبر عائد ممكن على هذه الأموال.
أما الكلمة الثانية من مصطلح التمويل الدولي
تشير إلى الصفة التي تحكم عملية التمويل من حيث كونه دوليا, وهذا يعني أن تحرك رأس
المال في هذا الإطار سيكون خارج الحدود السياسية لدول العالم.
المطلب الثاني: نشأة التمويل الدولي:
ان الطبيعة الدولية في التمويل تبين مدى
اختلاف الدول في مجال الفائض والعجز في عنصر رأس المال, والعامل الحاسم في تحديد
الاتجاه الذي يسلكه رأس المال من دولة إلى أخرى أو من سوق إلى أخرى هو شكل العلاقة
بين الادخار و الاستثمار على مستوى الوطني, والجدير بالذكر أن ندرة رأس المال
بالنسبة للطلب عليه في دولة تؤدي إلى ارتفاع عائده في هذه الدولة, ومن ثم فإن رأس
المال سيتدفق داخل هذه الدولة.
وليس المقصود بتحركات رؤوس الأموال انتقال رؤوس الأموال العينية في شكل
آلات ومعدات وأصول مختلفة, فهذا يدخل في مجال التجارة الدولية للسلع, ولكن المقصود
بهذه التحركات هو انتقال رؤوس الأموال في شكل عمليات إقراض واقتراض بين الدول
المختلفة, ويشير الأمر الأخير إلى تأثير هذه التحركات الرأسمالية في تغير الحقوق
والالتزامات المترتبة عليها .
ولكن المستثمر الذي يقبل على شراء السندات
المطروحة للبيع لن يقدم على شرائها إلا إذا كان معدل العائد على هذه السندات أكبر
من العائد الذي يمكن تحقيقه من الفرص الاستثمارية الأخرى داخل ألمانيا, وهذا يشير
إلى أن الانتقال الدولي لرأس المال يتحرك وفقا لمقدار العائد المحقق من هذا الوعاء
الاستثماري (السندات) مقارنا بالعوائد الأخرى التي يمكن تحقيقها من التوظيفات
الاستثمارية الأخرى سواء كان ذلك داخل الدولة أو خارجها.
غير أن التحليل السابق هو تبسيط شديد لتحرك
رؤوس الأموال إذ نجد في بعض الأحيان أن
صافي الانتقال أو التحرك لرأس المال يتجه نحو خارج الدولة رغم ما تعانيه من ندرة
في رأس المال وهذا عائد إلى أزمات الدين الخارجي وعدم الاستقرار المالي من ناحية
ضف إلى ذلك عمليات المضاربة على تغيرات أسعار الصرف واختلاف مستويات الفائدة من
ناحية ثانية, وإلى عدم استقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية من ناحية ثالثة.
وتنقسم التحركات الدولية بصفة عامة إلى
تحركات رسمية وتحركات خاصة:
ويقصد بالتحركات الرسمية لرؤوس الأموال تلك
القروض التي تعقد بين حكومات الدول المقرضة, وحكومات الدول المقترضة أو إحدى
هيئاتها العامة أو الخاصة, كما تشمل التحركات الرسمية تلك القروض التي تعقد بين
الحكومات المقترضة والمنظمات الدولية والإقليمية ومتعددة الأطراف, وعلى ذلك فإن
التحركات الرسمية تأخذ أحد الأشكال التالية :
-
قروض حكومية ثنائية.
-
قروض دولية متعددة الأطراف.
-
قروض إقليمية متعددة الأطراف.
ويقصد بالتحركات الخاصة لرأس المال كل
القروض الممنوحة من جهات خاصة (أفراد ومؤسسات) إلى حكومات الدول الأجنبية أو
المؤسسات العامة أو الخاصة بها, ويأخذ هذا النوع من التحركات أحد الأشكال التالية
:
-
تسهيلات الموردين Supplier Crédit
-
تسهيلات أو قروض مصرفية Banc Crédit
-
طرح سندات في الأسواق الدولية
International Bonds Issues
الاستثمار المباشر والمحفظة الاستثمارية Direct and Portfolio Investement
ويمكن القول أن رؤوس الأموال الخاصة تتحرك
بهدف تحقيق أكبر عائد ممكن على هذه الأموال, وقد يشتمل هذا الهدف على الرغبة في
زيادة الصادرات كما في حالة تسهيلات الموردين, أو على الرغبة في زيادة الأرباح كما
في حالة القروض المصرفية والسندات الدولية والاستثمارات المباشرة.
وعادة ما تتضمن تدفقات رأس المال الدولي
تدفقات طويلة الأجل وتدفقات قصيرة الأجل وتتحرك التدفقات الرأسمالية طويلة الأجل
لشراء وبيع الأسهم والسندات عبر الحدود السياسية للدول المختلفة ويمكن التمييز في
إطار هذه التحركات بين الاستثمار في محفظة الأوراق المالية Portfolio Investement والاستثمار الأجنبي Foreign Direct Investment لأنه يبين الدافع الحقيقي الذي يكمن وراءه
كل نوع من هذه التحركات.
يتضمن الاستثمار
في محفظة الأوراق المالية شراء الأصول المالية المختلفة (أسهم وسندات) بهدف تحقيق
هدف معين من العائد دون اكتساب الحق في إدارة ورقابة المؤسسات أو الهيئات التي
تصدر هذه الأصول.
أما الاستثمار الأجنبي المباشر فإنه يتضمن
امتلاك أسهم في إحدى الشركات مع اكتساب الحق في إدارة ورقابة العمل داخل هذه
الشركة أو يتضمن إنشاء شركات جديدة ويقوم بامتلاك كل أسهمها وإدارتها ومراقباتها
وتنفيذ العمل بهذه الشركة.
أما بالنسبة للتحركات الرأسمالية قصيرة
الأجل فإنها تشتمل على التعامل بيعا وشراء في الأصول المالية قصيرة الأجل مثل
السندات الحكومية قصيرة الأجل والقروض المصرفية وأذون الخزانة, بالإضافة إلى
الودائع لأجل وشهادات الإيداع القابلة للتداول ...الخ.
أما بالنسبة للتحركات الرسمية لرؤوس الأموال
فإنها ترتبط إلى حد كبير بالعوامل السياسية, حيث ترى الدول المانحة ضرورة تحقيق
أهداف سياسية معينة في المناطق التي توجه قروضها إليها.
هذا هو ما يحتويه مصطلح التمويل الدولي غير
أن السنوات الأخيرة قد شهدت تطورا كبيرا خاصة بعد ظهور أزمات مالية وأزمة الديون
الدولية, ويرجع هذا التطور إلى المحاولات المتعددة بهدف انتعاش النظام المالي
الدولي وإيجاد الوسائل والتقنيات المالية الدولية لتخفيف الأزمة وحماية النظام
المالي الدولي.
شكل رقم (1): عناصر
النظام المالي الدولي
شكراا
ردحذف