تطور التاريخي الثقافي - BBOY VIPER

ads1

أخبار الموقع

تطور التاريخي الثقافي

مقدمة
الثقافات الكبرى هي الثقافات الممتدة،و الامتداد يكون في الزمان كما يكون في المكان،انه تعبير عن الغنى،و الغنى تستمده الشعوب و تحوله لصالح رفاهية وتقدم اوطانها وحياة أفرادها،ورثة هده الثقافات ماضي أية أمة،صورة لشخصيتها المتكونة تراكميا وتكون هده الصور المتألقة أكثر ومشعة أكثر بالقدر الدي تثبت إجابيه دورها على التأثير بإثبات أن حصتها في صناعة الحضارات في ازمان الخيالية كانت منسجمة مع الدور الدي تطمح ان تلعبه في الحاضر.ادن الحاضر و المستقبل هما حافز احياء الماضي المتألق كما ان الماضي المتألق حافزا للنهوض.
               تعريف الثقافة كثرت المعاني التي أطلقت على كلمت ثقافة في اللغة ومن هده المعاني ما يفيد، الحذق و الفطنة و الذكاء،يقال ثقف الشيء ادا أدركه و حدقة ومهر فيه،و الثقيف هوا الفطين وثقف الكلام فهمه بسرعة،ويصف الرجل الذكي بأنه (ثقف) في الحسيات  ، يقال ثقيف الرماح بمعنى تسويتها وتقويم اعوجاجها كما تستعمل في المعنويات،كتثقيف العقل،حيث إن مفهوم هده الكلمة قد اتسع في العصر الحديث،أصبحت تستعمل في معان كثيرة ومختلفة،لاتخرج عن المعنى الأصلي إن كان مدلولها يتسع لما لا يتسع له المعنى اللغوي.إن الثقافة هي مجموع العقائد و القيم و القواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع، دالك إن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع،تحدد ألأفراده تصوراتهم عن أنفسهم و العالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون،ونوع الملابس التي يرتدون،والطرقة التي يتكلمون بها، و الألعاب الرياضية التي يمارسونها و الأبطال التاريخيين الدين خلدوا في ضمائرهم،والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو دالك.
تعتبر الثقافة النمو التراكمي على مدى الطويل:بمعنى أن الثقافة ليست علوما أو معارف جاهز يمكن للمجتمع إن يحصل عليها ويستوعبها وبتمثلها في زمن قصير، وإنما تتراكم عبر مراحل طويلة من الزمن، تنتقل من جيل إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية:فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية،حيث يكتسب الأطفال خلال نموهم الدوق العام للمجتمع.
مراحل تطور الثقافة
           مرت الثقافة  أصولها بمراحل مختلفة التطور إلى أن وصلت إلى صورتها الحالية وهدا هوا الأساس في بروز أي ظاهرة جديدة على المجتمع الإنساني فكل ظاهرة جديدة لابد لها من المرور بمراحل مختلفة للتطور و النضوج الفكري إلى أن تصل إلى مدها الواسع في التأثير على المجتمع الإنساني بسلوكياته المختلفة حيث تشمل ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى
ان بداية الثقافة هو شكل الأحاديث الشفوية في التعبير يرددها المثقفون على أتباعهم ا والى أفراد المجتمع بصورة عامة وهم بتلك الآراء يعبرون عن مايحدث في صدورهم من أراء تصحيحات للواقع الحياتي بصورة المختلفة وهي كانت دعوات محدودة النطاق وان كان البعض قد تحمل صعوبة ومشقة الانتقال من مكان الى اخر حسب قدرتها و المتاح له لنشر
أرائه المختلفة وترسخ دعوته الثقافية في أدهان أفراد المجتمع أيا، هؤلاء قاموا بنشر أخطاء مجتمعهم وبيان البديل له.
ويمكن اعتبار تلك الكوكبة البدرة الاولى في تصحيح دلك الواقع ونقد سلبياته مكان هؤلاء المثقفون يعتمدون في نهجهم على بلاغتهم اللغوية وخزينهم المعرفي ونظرتهم الثاقبة للواقع. ص54





ويمكن اعتبار هؤلاء هم محدثو وأبرز مثقفيه، فلم تكن ثقافاتهم أو أراهم تكتب او تسيطر على الاوراق ودالك لانعدام هده الادوات في تلك الفترة بل كانت أراءهم تنقل بصورة شفوية من مكان الى اخر. ادن هؤلاء على عاتقهم ترسيخ القيم الثقافية في المجتمع بعيدا عن أي أدوات مساعدة فقد أنشؤوا مدارس فكرية لنشر أرائهم وغرسها في أدهان  الطلبة أن تلك الافكار أثارت المجتمع في تلك الفترة خصوصا و أنها كانت تطالب بالمساواة بين طبقات المجتمع وكانت تنبذ تحكم الأغنياء بحياة الفلاحين او الدين تقطعت بهم الأسباب ومن أجل دالك تعرض هؤلاء الدين يمكن تسميتهم بالإصلاحيين الجدد الى المحاربة والاضطهاد المتعدد، ادن يمكن اعتبار هده المرحلة التي تم فيها نشر الثقافة بصورة شفوية مرحلة مهمة في ترسيخ تلك القيم وتأسيس ركيزة ثقافية أساسية والتي اخدت بها فيما بعد الاجيال للاحقة من المثقفين أو أصحاب المثل العليا


المرحلة الثانية
ابتدأت مع توفر أدوات الكتابة من عملية التدوين ونشر الثقافة بين أفراد المجتمع المتعدد وهي مرحلة اكثر تقدم من سابقتها حيث استطاع المثقفون و المفكرون تدوين تلك الافكار في كتاب ليطلع عليه الاخرون من البحثين عن الفكر  خصوصا وهده الكتب قد كتب لها الانتشار العصور المختلفة حيث قام الناسخون بنسخ اعداد لابأس بها الى القراء او الباحثين عن المعرفة وهي فرصة ذهبة لهؤلاء فقد تقلبت المجتمعات المختلفة أفكارهم واراءهم الاجتماعية وتأثرت بها خصوصا وانها تنبع من واقعنا ودالك لتشابه المجتمعات واقصد  بدالك التشابه هوا الصراع القديم او الازلي  بين الغني و الفقير حيث استغل الاغنياء جهود الفقراء و عطلوا امكانياتهم . ص55

ادن يمكن اعتبار هده المرحلة هي المرحلة الاكثر فائدة للمجتمع فمن خلال الكتاب المطبوع يستطيع المثقف ان يدون افكاره و أراه في سجل ثابت  ليطلع عليه التابعون جيلا بعد اخر وايضا يستفيد منها من خلال قراءة عصر المثقف بكل اشكاله العديدة ومرت ثقافة المطبعة ب مراحل عديدة الى ان وصلت الى مرحلة المطابع الحديثة التي لها القدرة على الاف النسخ وخلال سعات قليلة وهي وسيلة ساعدت بقدر كبير على نشر الثقافة وبمجلاتها المتعددة والى هده اللحظة هناك من الكتب النادرة و التي اصبحت مرجعا للبحثين جيلا بعد جيل اخر وعندما يطلع عليها الباحث يجد عظمة هؤلاء ودقة نظرياتهم او تحليلاتهم حيث يتحدثون عن مشاكل المجتمع حتى في عصوره،القادمة وكأن هؤلاء قد أطلعوا على الغيب و اسرار المختلفة.
المرحلة الثالثة
   حيث تعتبر هده المرحلة الأنترنيت هي الأكثر قدما لنشر الثقافة الاشكال بأشكالها المختلفة فقد أدرجت الكتب المتنوعة في هدا الجهاز وأصبح با مكان الباحث ان يطلع على أي معلومة وبلحظة قصيرة من الزمن فلم تعد الحاجة الى المطبوع بتلك الأهمية فقد أصبحت الثقافة في متناول الجميع بل أن العالم بأسره أصبح و كأنه فعلا قرية صغيرة وفي كل المجلات ولكن يبقى للمطبوع الفكري جاذبيته وتأثيره الأكبر على المثقف. ص 56



معنى الثقافة في التاريخ
لا يمكن لنا أن نتصور تاريخا بلا ثقافة، فالشعب الدي يفقد ثقافته يفقد حتما تاريخه.
والثقافة – بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدى ادم، لا يسوغ أن تعد علما       يتعلمه الانسان،بل هي محيط يحيط به .ص76
اطار يتحرك داخله، فهو يغدي جنين الحضارة في أساته، انها الوسط الدي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الدي تشكل فيه كل جزئية من جزئياته
تبعا للغاية العليا التي، رسمها المجتمع لنفسه، بمن في دلك الحداد و الفنان و الراعي و العالم والامام، وهكذا يتركب التاريخ – فالثقافة هي تلك الكتلة نفسها بما تتضمنه منن عادات متجانسة، وعبقريات متقاربة وتقليد متكاملة، وأذواق متناسبة و عواطف متشابهة وبعبارة جامحة: هي كل ما يعطي الحضارة سمتها الخاصة ويحدد قبطيتها: من عقلية ابن خلدون، وروحانية الغزالي ، او عقلية (ديكارت) وروحانية (جان دارك)،هدا هو معنى الثقافة في التاريخ.ص77
معنى الثقافة في التربية
فادا حولنا ان نحدد الثقافة بمعنها التربوي، فيجب ان نوضح هدفها وما تتطلبه من وسائل التطبيق فأما الهدف فقد اتضح بما قدمناه في الفصل السابق من انن الثقافة ليست علما خاصا لطبقة من الشعوب دون أخرى، بل هي دستور تطلبه الحياة العامة، لجميع ما فيها من ضروب التفكير و التنوع الاجتماعي، وخاصة ادا كانت الثقافة هي الجس الدي يعبره الناس الى الرقي و التمدن فاءنها أيضا دالك الحاجز الدي يحفظ بعضهم الاخر من السقوط من أعلى الجس الهاوية وعلى هده القاعدة، فاءن الثقافة تشتمل معنها العام على اطار حياة واحدة يجمع بينن راعي الغنم والعالم جمعا توحد معه بينما مقتضيات مشتركة،وهي  تهتم في معناها بكل طبقة من طبقات المجتمع فيما يناسبها من وضيفة تقوم بها.ص77
 وما لهده الوظيفة من شروط خاصة، وعلى دلك فاءن الثقافة تتدخل في شؤون الفرد، وفي بناء المجتمع، وتعالج مشكلة القيادة كما تعالج مشكلة الجماهير.
واداما أردت ايضاحا أشهر لوظيفة الثقافة فلنمثلها بوظيفة الدم، فهو يتركب من الكريات الحمراء و البيضاء ليغدي الجسم و الثقافة هي دلك الدم في جسم المجتمع يغدي حضارته، ويحمل افكار الفرد كما يحمل أفكار العامة، وكل من هده الأفكار منسجم في سائل واحد من الاستعدادات المتشابهة، و الاتجاهات الموحدة و الأذواق المناسبة.ص78
الاحياء الثقافي من التاريخ
ان استلهام التاريخ أدى الى الانشغال به على حساب الماضي و المستقبل من هننا كان أحد وجود الانحراف ونشوب الاحياء و الزيادة في التوتر المناخ الثقافي أدى الى اعتبار هدا المنهج الدي ينشغل با لمضي عن المستقبل أنه بمنزلة المعضلة الحقيقية التي تكبل قدرات الشعوب فالنظر الى التاريخ الشعوب او الهامه هو بمثابة مرات تعكس ثقافته وتقدمه بما في دلك تعلقه بتلك الاحداث الماضية التي ترسم على اثرها معتقداته التي يحدد بها ثقافته و يأخذها ال وجه صحيح في تطوره وتحضره.ص121
 لهدا التاريخ يعتبر مرجع للمقارنة بين الماضي و الحاضر و المساهمة في النهوض بالثقافة و لا يجعله عائما على التحضر و التقدم، فالعادات غالبا ما تنسجم مع التاريخ فتكونن تقاليد عن أيام العز و التقاليد انكسار ودل أيام الضعف و التبعية فهل عملنا على نقد عداتنا و تقليدنا قبل أن نجعلها احدى مقومات شخصيتنا القومية؟ هل قمنا بعملية فرز لهده العادات لمعرفة ما لدي يدفع بنا الى المستقبل لقد اصبحت الكثير من عادتنا مرتبطة بالمقابر و الأولياء و التقديس لما يريده رجل الدين الساذج والسبب لما السبب و الدليل على أن عاداتنا لا تصلح على أن تكوون مقوم ثابت للأمة او الشعور القومي هو ان هده العادات متغيرة و متبدلة تلاعبه بها الهواء ،لقد أتقن الناس التخفي وراء كل ما يبرز سيادة المتغلب فأصبحنا أسيري العادات التي تفرض علينا أو نفرضها على أنفسنا لإرضاء هدا المتغلب، حتى اليوم لاتزال كدلك نتفرج تقليدا في كل جزئيات حياتنا من اللباس الى الطعام.ص122
الخاتمة

 لثقافة حدث مميز في التاريخ لابد الوقوف عنده قليلا حدثا يعتبر اجرائيا تنظيميا في شكله و مظهره، ولكنه ثقافي حضاري في جوهرة ودقيقة ،بفضل ما يحمله من دلالات عميقة و مؤشرات بعيدة اكثر في المستقبل حياة الشعوب. فالتاريخ مرتبط بالثقافة ويؤثر عليها لدلك يجب أن نجعله حافزا للنهوض بالثقافة لا مظهرا يضربها ويكون سبب للتخلف و التبعية.
اعداد  م.ش    - و-  ر.س

ليست هناك تعليقات