الآن أتممت الثلاثين 30 سنة.. رسالتي إلى كل فتاة بلغت سني ولم تتزوج بعد - BBOY VIPER

ads1

أخبار الموقع

الآن أتممت الثلاثين 30 سنة.. رسالتي إلى كل فتاة بلغت سني ولم تتزوج بعد

الآن أتممت الثلاثين 30 سنة.. رسالتي إلى كل فتاة بلغت سني ولم تتزوج بعد

ذلك العمر الذي وُضع وكأنه ناقوس خطرٍ لَعِين لكل بنات حواء؛ أولاً للبنت التي لم ترتبط بعد، وبكل نظرات الاستهجان تتخللها الشفقة (مممم.. معقول عندك تلاتين سنة ولسّه ما اتجوزتيش!) مع مزيج من حركات الشفاه المعروفة بأنها للاعتراض، أما لو كانت نجت -بفضل الله- وتزوجت قبل الثلاثين، ولكن ما زالت لم تُرزق بأطفال، فتعود نفس النظرات، ولكن بشدة أكثر، وبدافع حب أكيد في بعض الأوقات، ولكن بطريقة مؤلمة جداً (عدّيتي التلاتين ولسّه ما خلّفتيش، لا ما تُسكتيش على نفسك، العمر بيجري يا حبيبتي، وفجأة هتلاقي نفسك في الأربعين).   ويا سبحان الله! تُرزق بطفل يُنير لها الدنيا، وتبدأ برعايته والاهتمام به، وفجأة تسمع همسات في أذنها: (بسرعة خاوِيه قبل ما تعدّي التلاتين). 

أما لو كانت لا هذه ولا تلك، وكانت تُكمل دراسة علمية، ولم تنتهِ منها بعد، فسرعان ما تظهر المُشرفات الخبيرات: (لسّه ما خلّصتيش الرسالة لحد دلوقتي، انجزي شوية، المخ بعد التلاتين ما بيستوعبش كويس، والقدرة على التركيز بتقلّ!). 

لا أعلم من أين أتوا بهذه المعلومات الخطيرة؟ وهنا السؤال: لماذا هذا العمر تحديداً تقف عنده الدنيا ولم تقعد؟ لماذا وُضع كناقوس خطر لكل البنات والضغط على أعصابهن به؟ بحكم عملي في برنامج أُسري اجتماعي تأتي لي رسائل كثيرة، وكأنها استغاثة: (أستاذة ندى.. أنا خلاص هتمّ التلاتين ولسّه ما اتخطبتش، أعمل إيه الله يخليكي؟!). 

حينها أكون في حالة ذهول ولا أجد رداً سوى: (ولا حاجة يا حبيبتي، اهتمّي بنفسك ودراستك وصحتك، واشغلي وقتك باللّي يفيدك، وطوّري من ذاتك، وما تنسيش قُربك من ربنا، وهو هييجي هييجي.. هيروح مننا فين؟!). 

ولكن بعدها يؤلمني قلبي جداً من هذا الشعور الممتزج بالخوف، والرعب الموجود بداخل كثيرات، بسبب معايير وقيم خاطئة، وضعها المجتمع، وبعض الألقاب التي يُطلقها عليهن وتبقى ملتصقة بهن كـ"العانس". 

للأسف كثرة الضغوط المجتمعية في هذا الأمر جعلت بعض الأمهات يتمنين زواج بناتهن أي زيجات وينفصلن.. لماذا؟ (يتقال على بنتي مُطلقة أحسن ما يتقال عنها عانس)، بأي منطق؟ وبأي فكر؟ وهذا ليس للعموم، هذا استثناء في بعض الأمهات اللاتي يتواصلن معي. يا حضرة المجتمع المبجّل، ألا تعلم أن كل شيء مقدّر بقدَر معلوم، وكل شيء للإنسان مكتوب له وهو ما زال جنيناً ببطن أمه؟ ألا تعلم أيها المجتمع أن كل إنسان يأخذ رزقه في هذه الدنيا ولا يظلم ربّك أحداً؟ ألا تعلم أن جميعنا متساوون، ولكن كل منا معوَّض في جانب آخر؟ منا المعوّض بطفل أو زوج، أو عمل، أو مال، أو درجة علمية، أو حب وقبول لدى الناس. 

نعم أتممت الثلاثين، ولسان حالي وأنا ابنة العشرين: ماذا سيكون شكلي وأنا بالثلاثين؟ من كثرة ما سمعت عن هذا العمر، لم أتأكد من مشاعري لو كنت أتممت الثلاثين بدون زواج ولا أطفال، ولكنّ المؤكد لديّ أنني كنت وقتها لم أسمح لأحد ينظر لي نظرة استهجان أو شفقة، حتى لو كنتُ أتألم من داخلي سأخرج للعالم وأسعى لعلم أو دراسة أو عمل تطوّعي أو أي شيء يخرجني من هذه الدائرة المغلقة، ولم أجد بنفسي وقتها غضاضة أن أدعو الله في سجودي بأن يرزقني الله الزوج الصالح، الذي يكون عوناً في الدنيا، ورفيق الدرب لأكمل معه حياتي. وهذه نصيحتي لكل من أتمّت الثلاثين بدون ارتباط: أنت ناضجة بالقدر الكافي الذي يسمح لكِ بالتخطيط الجيد لحياتك، ولعلّ الله منحكِ الفرصة والوقت الكافي لاستغلال واكتشاف مواهبكِ ومهاراتكِ والعمل عليها وتقويتها قبل الانشغال بالأسرة والأولاد.

 أما نصيحتي للمجتمع الذي وضع هذه المعايير الجارحة غير العادلة: ألا ترى نفسك جلاداً؟ ألا ترى أن ما تفعله لا ينصّ عليه ربّ العباد؟ يا مجتمعنا العربي، هوناً ما ورفقاً بقلوب بنات وأمهات، ودَع الخلقَ للخالق، لا تعلم أين الخير، فالثلاثينيات صدقاً هنّ زهرات البنات.

ليست هناك تعليقات